المناظرة الأولى بين ترامب وبايدن : على ماذا سوف يركز المستثمرون

المستثمرون  في الأسواق المالية  سوف يكونون من ضمن الجمهور الذي سوف يتابع المناظرة الأولى بين الرئيس دونالد ترامب والمنافس الديمقراطي جو بايدن  و التي من المتوقع أن تحطم أرقام قياسية .

ولكن من المرجح أن يكون رد فعلهم  مدفوعا اساسا بمن من المرشحين سوف يخرج منتصرا من هذه المناظرة ،أكثر من محتوى الأفكار التي ستم طرحها بشأن مختلف القضايا.

وقالت ريبيكا فيلتون ، كبيرة استراتيجيي السوق في مجموعة  RiverFront Investment  و مقرها فرجينيا: "قد لايشهد النقاش بحد ذاته رد فعل فوريًا ، ولكن حيث قد نرى رد فعل بعد صدور نتائج سبر الآراء بعد المناظرة" حيث تظهر تقدم بايدن على ترامب هل يزيد أو يتقل، قد يستغرق ذلك بضعة أيام.

يُظهر التاريخ أن الأسواق لا تشهد عادةً تحركات ضخمة بعد المناظرات الأولى ، والتي عادةً ما تكون الأكثر مشاهدة. ففي سنوات الانتخابات منذ عام 1960 التي شهدت مناظرات رئاسية ، كان متوسط ​​الحركة في مؤشر S&P 500 في اليوم التالي انخفاضًا بنسبة -0.14٪ ، وفقًا لبيانات سوق داو جونز.

فوز ترامب إيجابي للأسهم و سلبي على الدولار الأمريكي:

كقاعدة عامة ، يرى المحللون أن احتمال فوز ترامب بولاية ثانية أمر إيجابي بالنسبة للأسهم ، بينما يُنظر إلى فوز بايدن على أنه دافع محتمل للتراجع ، لا سيما إذا انتزع الديمقراطيون السيطرة على مجلس الشيوخ من الجمهوريين مع الاحتفاظ بالسيطرة على مجلس النواب.

فوز ترامب يعني الإبقاء  على التخفيضات الضريبية للشركات التي تم إقرارها في  عام 2017. من المرجح أيضًا أن يحافظ الرئيس على موقف المواجهة مع الصين ويدفع لمزيد من الإنفاق على البنية التحتية.

و في حين أن بايدن من دعاة الإنفاق على البنية التحتية ، لكنه دعا إلى زيادة الضرائب على الشركات والأفراد ذوي الدخل المرتفع. وأشارت إلى أنه يُنظر إليه أيضًا على أنه من المرجح أن يضغط من أجل تشديد القوانين و القواعد  على بعض القطاعات والصناعات ، بما في ذلك البنوك والطاقة والرعاية الصحية.

ومع ذلك ، يعتقد أن هناك احتمال ضعيف أن يقوم بايدن بفرض المزيد من الرسوم الجمركية ضد الصين وأوروبا والشركاء التجاريين الآخرين ، الأمر الذي سيكون إيجابيًا للتوقعات الاقتصادية العالمية.

قالت فيكتوريا فرنانديز ، كبيرة استراتيجيي السوق في كروس مارك جلوبال إنفستمنتس، مع تحول  تركيز  التوقعات الاقتصادية بشكل حصري تقريبًا حول تطورات فيروس كوفيد 19 ، فإن تنبؤات السياسة الخاصة بالحزب أصبحت أقل وضوحًا.

و أضافت :"إذا كانت لدينا إدارة ديمقراطية ، فعادة ما نقول إن هذا لن يكون مناسبًا للأعمال التجارية ... لكن لا يمكنني أن أتخيل أننا سنشهد تغييرات ضخمة نعتقد أنها ستؤثر على الاقتصاد الذي يعاني من تداعيات فيروس كورونا ".

أظهر متوسط ​​RealClearPolitics لاستطلاعات الرأي على الصعيد الوطني أن بايدن يتقدم على ترامب بنسبة 6.7 نقطة مئوية ، وتراوح بين حوالي 6 إلى 10 نقاط أساس منذ أواخر يوليو. لكن  بايدن أيضًا يتقدم  بفارق ضئيل في العديد من الولايات المحورية  التي تمثل ساحة معركة (لأنها عادة تكون غير محسومة).

تخوف الأسواق من نتيجة انتخابات غير محسومة

تأتي هذه المناظرة  في الوقت الذي يتزايد فيه قلق المستثمرين بشأن احتمالية التوصل إلى نتيجة انتخابات غير محسومة ، وهي مخاوف تضخمت مع تخطيط ترامب وأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين لترشيح و تنصيب عضو جديد في المحكمة العليا خلفا روث بادر غينسبرغ ، التي توفيت في 18 سبتمبر قبل يوم الانتخابات.و رفض ترامب في الأسبوع الماضي الالتزام بانتقال سلمي للسلطة بعد الانتخابات ، بحجة  أن بطاقات الاقتراع عبر البريد تنطوي على خطر حدوث تزوير على نطاق واسع.

و شهدت أسواق الأسهم تقلبات قوية هذا الشهر مع تراجع الأسهم عن مستويات قياسية،و التي تسببت فيها جزئيًا المخاوف بشأن احتمالية حصول نتيجة انتخابات غير محسومة ، والتي من المحتمل أن تؤدي إلى حالة من عدم اليقين قد تستمر عدة أسابيع . وقال محللون إن تقلص  الفارق في نتائج سبر الآراء بعد المناظرة  قد يزيد التوقعات بنتيجه غير محسومة.

و تظهر تحركات الاسعار في سوق الخيارات ، أن المتداولين يتوقعون احتمالية ارتفاع معدل التذبذب في نوفمبر وديسمبر ويناير، ، كما يتضح من مؤشر Cboe Volatility ( أو مؤشر الخوفVIX ).

و  يقول  المحللين  إيان لينجن وجون هيل من بي إم أو كابيتال BMO Capital Markets: "كان الخلاف السياسي و حالة عدم اليقين أحد الأشياء العديدة التي ميّزت عام 2020 ، وسيزداد أكثر أهمية هذا المتغير مع اقتراب المناظرة الرئاسية الأولى واقتراب موعد الانتخابات." .

يتوقع بعض مراقبي السوق أن تكون هناك ردة فعل بين المتداولين بناءا على  أحكام أولية على المناظرة.

كتب المحللون في ING في مذكرة يوم الجمعة: "قد تكون أسواق العملات الأجنبية في آسيا صباح الأربعاء أول اختبار لكيفية تحرك  الدولار في الفترة التي تسبق الانتخابات".

و قالو:"إحدى الأفكار السائدة، هي أن أداء ترامب القوي هو أمر إيجابي في الأسهم / سلبي للدولار. و في حالة فوز بايدن ، ​​الدولار يمكن أن ينخفض في عام 2021 من منطلق تفاؤل عالمي، لكن دعونا ننتظر حركة السعر يوم الأربعاء".

و رغم أن التركيز سوف يكون على نتائج  استطلاعات الرأي التي سوف تحدد  رد فعل السوق الفوري ،يرى  المحللون إن هناك الكثير من التفاصيل التي يمكن الاستماع إليها في المناظرة. حيث سيرغب المستثمرون في معرفة كيف يخطط ترامب للتعامل مع الصين في فترة ولاية ثانية  كما سيحرص بايدن على إلقاء مزيد من الضوء على نهجه في العلاقات مع بكين ، حسبما كتبت كريستين هوبر وآندي بلوكير من شركة Invesco.

وبما أن السياسة الضريبية قد تكون أكبر مصدر للقلق بين المستثمرين عندما يتعلق الأمر برئاسة بايدن ، فإن المستثمرين سيرغبون في معرفة خطة بايدن الضريبية التي  سوف يلتزم بتنفيذها ، وما إذا كانت حالة الاقتصاد ستؤثر على قراراته.

إذن ماذا يجب أن يفعل المستثمرون؟

قال فرنانديز من شركة كروس مارك إنه يتعين على المستثمرين مقاومة إصدار ردود أفعال سريعة على العناوين الرئيسية والتغييرات في استطلاعات الرأي. وقال إنه مع  ارتباط وضع الاقتصاد بشكل أساسي  بتطورات فيروس كورونا ، فقد لا تكون حتى نتيجة الانتخابات نفسها محركًا كبيرًا للسوق.

بعد  المناظرة ، سيتم التركيز الأسبوع المقبل على سوق العمل حيث يتطلع المستثمرون إلى تقييم ما إذا كان الانتعاش الاقتصادي فقد زخمه  في ظل عدم التوصل إلى اتفاق حول حزمة الإنعاش الاقتصادي الثانية في  واشنطن.

المقال مترجم بتصرف: يمكنك الاطلاع على المقال الأصلي هنا
Fundamental Analysis

Aynı zamanda::

Feragatname